جميلتي
انت هتاكل لوحدك فرفعت وجهى ونظرت اليها فهي شابه صغيره تصغرنى بحوالى سنتين جميله جدا وشكلها متعلمه وبنت ناس ولكن ما كنت ااخذه عليها كيف تتجرء ان تتكلم مع شاب لا تعرفه ولكن سرعان ما سمعتها تعيد الكلام لى وتقولى ايه مش هتعزمنى فقولت بس ده مش من مقامك فقالت دا احلى اكله الاكل البسيط فقولت خلاص اتفضلى وجلست تاكل بجوارى وانا لم اتكلم كلمه واحده ولا اعرف فى ماذا اتكلم ولكن هى من بدات الكلام وقالت لى انا عارفه انت بتفكر فى ايه فقولت فى ايه فقالت انى ازاى اتجرا واتكلمك واحنا منعرفش بعض وممكن تكون ظنيت فيا السؤ فقولت لا طبعا بنات الناس بيبان عليهم وانتى واضح انك بنت ناس فقالت وانت واضح انك شاب محترم وزوق فشكرتها وعودنا للاكل وانا كل لحظه ارفع وجهى لاتحدث ولكن اتردد واسكت فعادت هى وبادرت بالكلام مره اخرى فقالت انت عاوز تسالنى انا ليه كلمتك رغم انى معرفكش فقولت بصراحه ايوه فقالت بص انا هحكيلك كل حاجه عنى اصل انا بصراحه ارتحتلك انا ياسيدى اسمى نسمه بنت وحيده لاسره ميسورة الحال اسره مهاجره من بلده ليس لها احد فى هذه الدنيا
كنت اعيش وسط ابى وامى سعيده دلوعه حياه لا ادرى ان بها الشقاء والعذاب كنت فى غاية السعاده والحب حتى يوم كنا عائدين من سفر بعد رحلة مصيف جميله وسعيده وكان والدى هو من يقود السياره ووالدتى بالكرسى جنبه وانا بلخلف وفجأه حدثت حدثه كبيره على الطريق وتفاجأ ابى بها حاول ان يتفادها ولكن لم يستطع واصتطدم بالسيارات التى امامه ولم افق بعدها الا فى المستشفى وعندما افقت لم اجد احد حولى الا الممرضه فهنضت اسال عن ابى وامى فصادمتنى الممرضه وقالت شدى حيلك لقد توفوا فى الحادث فحدث لى حالة انهيار وظللت اصرخ وابكى حتى اغمى على واعطونى مهدئات وظللت نائمه فتره بعد ان افقت وظللت من بعدها لا اتحدث مع احد ولا اتكلم لدرجة انهم شكوا فى ان حدث لى شئ افقدنى النطق ميعرفوش ان انا اللى ما بقاش ليا رغبه فى الكلام هتكلم مع مين ولمين وعلى ايه خلاص انا مابقاش ليا حد وما بقاش فى حياتى غير الحزن والبكاء وبعد عودتي للمنزل كنت لا اخرج لا اتواصل مع احد فانا ليس لى احد اعرفه حتى اصدقائى الذين كنت اعرفهم وقت الدراسه كل منهم اصبح له حياته الخاصه ولم نتواصل بعد ومرت على الايام صعبه ومحزنه ومخيفه وممله وكنت جالسه فى شقه كبيره مكونه من دورين مفتحويين على بعض بعد ما كانت فيها اجمل ايام حيانى اصبحت احسها سجن يخنقنى فحاولت ان اكثر هذه الحياه الممله فاتجهت لمكتبة والدى لاقرء ما بهامن كتب وظللت على هذا الحال فتره كبيره فانا لا اعمل وقومت بعمل شهادة بالمبلغ الذى ورثته بالبنك عن والدى حتى يكون العائد منها شهرى لاصرف على نفسى من عائدها واصبحت حياتى بين التلفاز والقراءه والنوم حتى قراءت يوما كتاب لحكيم وقراءت قول اعجبنى وهو لا تقف بدنياك فان وقفت لن تقف الدنيا لك وافعل ما يحلوا لك ولا تخاف مادمت لا تتعدى على حرية احد غير هذا القول تفكيرى فقررت ان انزل للحياه واعيشاها وافعل ما يحلوا لى فقررت اول شئ ان انزل الشارع واسير به لاجد بينهم صديق يرافقنى الحياه فقررت من ارتاح اليه اتحدث معه فنزلت الى النادى اولا فلم اجد الا متصنعى المظاهر والنفاق او من لديه عائلته وحياته المشغول بها فقررت اسير فى الشارع لارى الدنيا مره اخرى واعيشها واكمل بحثى حتى وانا سائره جائت عينى عليك فاحسست انك غير الجميع احسستك شارد وحدك ليس لك رفيق مثلى فاجمعت قواى واقتربت منك لاحدثك وها انا احدثك الان واعلمت عنى كل شئ والان جاء دورك كلمنى عنك بس قوم نتمشى شويه انا مش حبه قاعدتنا بين الناس فقومنا معا وحكيت ليها كل حاجه عنى وقولت لها
انا حسام شاب صغير فى بداية حياتى لا ادرى ما تخبئه لى الدنيا كنت اعيش فى بلد ريفيه تعتمد على الزراعه والعمل فى الاراضى ولكنى شاب متعلم وليس لدينا الارض او المال الذى يمكنى العمل بهذا المكان فكان المجال فى العمل فى هذه البلد قليل جدا كنت اعيش مع والدى وهو مازال يصرف على حتى بعد تخرجى ولضيق الحال فكنت اعمل عامل بالاجره فى الارض رغم ان لدى شهادتى العليا ليس هنا والوقت الذى قررت ان اسافر الى الحضر مرض والدى واصبح لا يمكن ان اتركه وحده فليس لنا غير بعضنا فاضررت ان ااخذ مكانه فى العمل وهو حارس على مزرعه لاحد الاثرياء بالبلد او بمعنى اصح غفير ورضيت اكون غفير رغم ان الاجر كان قليل مش متحمل مصاريف علاجه لدرجة انى كنت بنام اوقات كتير بدون اكل وكنت اتلوى من الجوع ورغم ده كله كرمتى مسامحتليش اروح لصاحب المزرعه اطلب منه مساعده فى علاج والدى رغم انه خدمه سنين طويله بس كان هو المفروض يعمل ده بنفسه بس ما سألش فى والدى واتضطريت اقبل اشتغل عنده مكان والدى عشان اقدر اصرف علينا ما انا لازم اشيل والدى ما هو طول عمره شايلنى وكان كل زميلى بيتريقوا عليا وبشغلتى ويقولولى هو ده اخرك وده لغيرتهم منى لانى كنت ديما متفوق عنهم المهم تحملت الايام دى وكنت اظن انها مجرد وعكه صحيه لوالدى وانه سوف يتحسن ويقف على قدميه مره اخرى لكن زادت الدنيا سؤ فقد توفى والدى وتركنى وحدى فقررت ان اترك هذه البلد الذى اصبح ليس لدى بها احد ولا حتى عمل جيد فبعت المكان الذى كنا نعيش فيه فلم احصل على مبلغ كثير فهو مكان صغير مبنى بناء بدائى اخذت ما حصلت عليه من بيعه وجهزت شنطتى وقررت الرحيل وانا ونصيبى وركبت القطار لارحل من هذا المكان لمكان اخر قد اجد فيه مستقبلى وكنت اشيل شنطه بها ملابسى واحتياجاتى على كتفى وبعض النقود التى اصرف منها فى جيبى وباقى النقود وضعها فى شنطه صغيره امسكها بيدى خوفا عليها وبمجرد ان نزلت من القطار ووقفت حتى ارفع شنطت الملابس على كتفى واركز بالمكان لاحدد وجهتى واذا بسارق جاء باخر سرعه وخطف شنطت يدى التى بها المال وكانه كان راكب معى ومراقبنى من وقت مضى حتى علم ما معى وانتهز الوقت المناسب وقام بعملته وسرقنى وتركنى واقف فى مكانى بعد المحاوله بالحاق به ولكنه تاه منى بين الزحام وتهت انا ايضا لا ادرى ماذا سافعل فالنقود التى فى جيبى لا تكفى الا المواصلات الداخليه والطعام ماذا افعل خرجت من المحطه الا لا ادرى وظللت لا اعلم ماذا افعل وبماذا ابدا هل سانام فى الشارع ام ماذا افعل فظللت اسير على قدمى دون وجهه حتى وقفت على كورنيش تقف عليه بعض الاشخاص منهم من يصطاد ومنهم من يتنزه فوقفت وسطهم فاحسست بالجوع الشديد فذهبت احضرت طعام وعدت مكانى لاجلس وسط الجالسين على الكورنيش وبدات افرش الطعام للاكل فتفاجأت بشابه زي القمر بتقول لى هتاكل لوحدك
وطبعا تقصدنى انا بالشابه اللى زى القمر اللى فاجئتك بالكلام معاك وانا ما اعرفكش شكلي كنت فضوليه وجريئه اوى
فقولت بصراحه يعنى بس تعرفى انا مبسوط اوى انك عملتى كده
وفضلنا نمشى طول الليل ونتكلم وبنى وبنكم نسيت معاها تعبى ومشكلتى وارتحنا لكلامنا مع بعض وشويه وقالت لى انا همشى بقى بس عرفنى هشوفك تانى ازاى فقولت ليها ما انا قولتلك انا لسه مش عارف هستقر فين فقالت خلاص خد عنوانى خليه معاك وياريت تبقى تعدى عليا وسابتنى وسط الشارع وذهبت وانا واقف انظر يمينى وشمالى لا ادرى اين اذهب او الى اى اتجاه اتجه وضعت شنطتى على الارض وجلست عليها واذا بخيال قادم نحوى من بعيد وصوت يقول .تابع
تعليقات
إرسال تعليق