حكاية تلميذ تدمع لها العيون
هحكي ليكم حكاية تلميذ انا مدين له وحتى الآن لا اسامح نفسي لما فعلته فيه
انا مدرس بالمدرسه الثانويه لا احب الاهمال والتقصير وكان هناك طالب مهمل جدا دائما يحضر الحصه متاخرا ان حضر فهو كان يغيب معظم الايام رغم عقابى له كل مره وبقسوة وكان دايما غير منتبه وسرحا ودائما اجده نائما بالفصل وكان مستواه ضعيف حدا لم اساله سؤال ويجيب عليه فكنت اقسو عليه دائما واعاقبه اقسى عقاب ممكن ورغم ذلك كان يتحمل العقاب ولايبكى وكان ذلك يزيد غيظى ويجعلنى ازيد عقابى له كل مره عن الاخرى ولكن كان دون جدوى ولا تحسن فى حالته حتى لقبته بالطالب المهمل فلا اسال عنه الا بقول فين الطالب المهمل حتى انى كنت اجعله متذنب برفع يديه وتوجيه وجهه للحائط طوال حصتى وكنت دايما اجد ملابسه متسخه فكنت احرجه واقول له يابنى ابقى اغسل هدومك دى لا يعلق الا بحاضر وفى يوم تغيرت ظروفى واضطريت الى ان انتقل للتدريس فى مدرسه اخرى وعند تسليمى وتوديعى للمدرسين زملائى اوصيت المدرس الذي سيستلم مكانى انه يحاول ان يعدل من حال هذا الطالب وان حاله لن ينعدل الا بالعقاب القاسى وفعلا سمع لكلامى وكمل المعامله القاسيه له ومرت الايام واتت اوقات الامتحانات لاجد هذا المدرس بحث عنى كثيرا حتى وجدنى واول ما رانى لم يقل شئ لى الا منك لله فقولت فى ايه قال لى يارتنى ما سمعت كلامك فقولت طب فهمنى ايه اللى حصل فقال لى فاكر الطالب اللى كنت قولت لى انه طالب مهمل قال لى ايوه فاكر ماله قال لى سمعت كلامك وكنت بعامله بمنتهى القسوه حتى يوم كنت بعاقبه عشان تاخيره بضربه على يده الضربه جت جامده شويه الطالب فضل يبكى طول الحصه وروح وهو لسه بيبكى والمشكله ان الحصه دى كانت قبل ايام من الامتحانات وانا كنت فاكر انه بيمثل بس وانا براقب فى الامتحانات كنت مراقب دور وعرفت ان فى طالب فى لجنه عمال يبكى عشان مش عارف يكتب عشان فى صباع فى ايده وارم وباين عليه مكسور المهم رحت اشوف مين الطالب ده اتريه الطالب اللى انا ضربته فذهبت نحوه وانا مش متوقع ان دى ضربتى ليه لان الكلام ده من اكتر من اسبوع معقوله يكون لسه بيألمه حتى هذا اليوم ولم يذهب لطبيب ليعالجه فسالت الولد مالك فقال صديقه الذى بجانبه اصل صباعه مكسور بقاله فتره وولدته معهاش فلوس تكشف عليه وتجبس ايده ومن ساعتها اى حاجه تلمس ايده يصرخ منها وميقدرش يحركها فقولت من امتى فقال الطالب من ساعة ما حضرتك ضربته عليها فكدت ان ابكى ولكنى حبست دمعتى وقولت ورينى ياسيدى هتجاوب هتقول ايه قال يعنى الواد هيبدع فى الامتحان واستاءذنت المراقب اللى واقف انه يملينى وانا اللى هكتب ووافق لتعاطفه مع الطالب وطبعا انا عملت كده وانا عارف ان الطالب مش هيكتب حاجه لانى عارف مستواه ولكنى تفاجات بأجابات الطالب الممتازه فكنت اكتب ما يمليه على وان انظر له فى تعجب هو ده الطالب اللى كنت بعاقبه طوال الفترة اللى فاتت وكنت هضيع مستقبله بكسر اصابعه وصدقنى انا الدمعه نزلت من عينى ولم استطع ان احبسها وانتظرت حتى انتهى الامتحان وسلمت ورقة اجابته وان اعلم انه سوف يحصل على الدرجه النهائيه وعدت اليه وامسكت يديه وانا هاين على ان اقبلها لما فعلته بها واخذته الى خارج الفصل ووقفت اتحدث معه وقولت له انت ازاى كده ازاى شاطر بهذه الدرجه رغم انك طوال مدة الدراسه طالب مهمل وفاشل فلم يرد على ولكن زميله كان واقف خلفى فقال انا هقول لك يا استاذ هو كبير اخواته فلديه اخان تؤم صغيران وامه عاجزه من بعد حادثه حدثت لابوه وامه توفى فيها ابيه وخرجت امه من الحادثه عاجزه تحتاج الى علاج دائم ومتابعه مستمره من الطبيب وهو نفسه عفيفه جدا لا يقبل اى احسان او مساعده من احد ولا حتى بيحكى لاحد حتى لا يرى فى عينه نظرت عطف فكان يعمل عملان فى اليوم الواحد فكان يعمل عمل ويجعل اجره لعلاج امه والاخر ليصرف على من بالبيت سواء هو او اخوته او امه فكان رغم انهم عملان شقان فمنهم العمل بالعتاله والشيل والاخر فى التنظيف الا انه ياخذ من ورائهم مبالغ بسيطه تكفى كل هذه المصاريف بالكاد وكان يحاول ان يدخر منهم ما يجعله لا يعمل قبل الامتحانات باسبوع او اقل حتى يستطيع ان يذاكر كل ما تاخر عليه فهو ذكى جدا ويقدر على الاستيعاب والحفظ فى وقت قليل واظن انه لولا الظروف التى يمر بها لكان من العلماء فى المستقبل فانى لا اظن انه ناك وشبع من النوم يوما فكان بعد العمل يعود ليجيب طلبات والدته المريضه واخوته الصغار ورغم كل ذلك كان يحاول ان ياتى الى المدرسه من حين لاخر ولكنه كان دائما كان متعب ومرهق فلا منه يستفيد من الحصص ولا منه ياخذ قسطا للراحه فبعد ان انتهى زميله من الحديث اخذته فى حضنى وبكيت وقولت له ارجوك سامحنى انا كنت قاسى عليك بس صدقنى انا كان نيتى خير وان حالك يتعدل بس منه لله اللى فمهنى الامور خطاء وها انا اتيت اليك لاقول لك منك لله خلتنى كنت قاسي على الطالب وتركنى وذهب ولم احس بنفسى الا وانا ابكى كلما اتذكر ماكنت افعله به فكنت اضربه بكل قسوه وكلما اتذكر انى كنت اعاقبه برفع يده طوال الحصه وهو كان ياتى بعد كل هذا العذاب الذى كان يراه فى عمله ورعايته لامه واخواته كان يزيد بكائى ولا استطيع ان اوقفه وقررت ان اذهب اليه لاطلب منه السماح وفعلا سالت عن عنوان بيته وذهبت اليه لاجده يعيش هو وامه فى شقه صغيره بها غرفه وحيده وحمام صغير وعندما دخلت نظرت جانبى وجدت طفلان صغيران احدهما الذى فتح لى الباب وسالتهم فين اخوكم فقالوا راح يجيب لينا حاجه حلوه وسمعت صوت من داخل الغرفه اتفضل ياابنى معلش انا مش هقدر اقوم اصل بعيد عنك مريضه ودخلت وقولت لا زى ما انتى ربنا يشيل عنك فقالت اامرنى يا ابنى فقولت الامر لله انا كنت عاوز ابنك الكبير فقال خير يا ابنى فقال لا ابدا انا المدرس بتاعه وكنت عاوزه اطمن عليه فقالت هو فى الشغل ومابيجيش دلوقتى تحب اخليه يجيلك فى اى مكان لما يجى فقولت لا خلاص انا هبقى اجى له بعدين ورحت مطلع فلوس وقولت لها الفلوس دى بتعته ابقى اديها له فقالت بتوع ايه دول يا ابنى فقولت لها هو عارف وانا همشى بقى ومشيت وسالتنى على اسمى وقولتلها وتانى يوم لقيت حد بيخبط عليا بفتح الباب لقيت الطالب ده وبيمد ايده ليا وبيدينى الفلوس وبيقولى احنا ما بنقبلش احسان من حد وياريت متحاولش تعمل كده تانى انا ضاع عليا اجر اليوم بسبب انى اجى ارجعلك الفلوس وقال لى اتفضل خد الفلوس دى فرحت ماسك ايده وقولت له طب ادخل وادى الفلوس اللى مزعلاك واخدتهم وقولت له طب الفلوس وبلاش منها طب لو عرضت عليك شغل معايا هتقولى مابقبلش شغل فراح جلس وقال شغل ايه فقولت انت عارف طبعا انى بدى دروس فقال ايوه قولت بص انا فى ضغط عليا فى الدروس الايام دى بعوز احضر دروس كتير لكافة المراحل وبكتب ملازم كتير فبحتاج حد يجهز لى ويساعدنى وانا متاكد انى هتعب معاك شويه فى الاول بس بعد كده هتنفعنى جدا وياعم هديك قد اللى بتخده فى الشغلتين ها موافق فبدون تردد قال موافق وفعلا بعد فتره ليست بطويله بقيت اعتمد عليه فى تجهيز معظم شغلى ووفر عليا وقت كبير لدرجة انه خلانى اخذت مراحل تانيه كنت رافضها لضيق الوقت وظل معى حتى انهى دراسته واصبح مدرسا بنفس مدتى والان اصبح اكثر مدرس مشهور فى مدته وجعلنى لا احكم على احد من مظهرة الخارجى فان هذا الشخص الذى كنت احكم عليه بانه الطالب المهمل لو انا كنت بظروفه لم افعل ربع ما قام به فحتى نحكم على الاخرين يجب ان نضع انفسنا بظروفهم قبل الحكم عليهم. شكرا
روعه
ردحذفأبكتني
ردحذف