الجزء الثالث من غرام عاجز

 

ونهض حازم مفزوع من نومه أيضا 

لدرجة انه زحف من على سريره ليجلس على كرسيه ولكن من شدة الرزع والهبد على الباب أفلت الكرسي من يده وسقط على الأرض فنده على صفاء بصوت عالى وصفاء وقفت مفزوعه ومحتاره وعادت قبل أن تفتح الباب اتجهت لحازم 

لترفعه وتجلسه على كرسيه وحاولت ان تحمله من ذراعيه لتجلسه ولكنهم فجئوا بمن فتح الباب عنوه وبكسره ودخلوا عليهم الغرفه وهو يقول شايفين المسخره اهو جايب واحده من الشارع معاه فى غرفة نومه امال لو ما كنش عاجز وما بيقدرش يقف على رجليه كان عمل ايه اطردوا العاهره دى بره  

حازم:انت بتقول ايه ياعماد هى حصلت كمان لكده اطلع انت بره

 اللى بتقول عليها اللفظ ده اشرف منك ياقاتل 

اطلع بره بدل ما أبلغ عنك وانت عارف انت عملت ايه وبيحاول بعصبيه يمسك ايده ويطرده بره لكن عماد حاش ايده عنه فسقط حازم مره اخرى على الأرض 

عماد بسخريه:بس امسك نفسك بس وبعد كده اتعصب عليا 

وايه التخاريف دى بينك خرفت والعجز مابقاش فى قدمك بس دا بينه وصل لمخك

وبعدين انت ليك عين تتكلم كمان يعنى جايب واحده معاك فى الشقه وفاتح الشقه للمسخره وانت اللى بتتعصب صحيح خدوهم بالصوت قبل ما يغلبوكم اما صحيح ما عندكش دم 

بس انا مش نازل الا لما البنت دى تنزل من هنا وتنتهي المسخره دى واحافظ على طهارة بيت والدى ووالدتى اللى طول عمره طاهر 

انزلى يابنت انتى امامى بدل ما اطلبلك بوليس الاداب يجي يلمك 

حازم بيتكلم وصفاء بتسنده يقعد مره اخرى على الكرسي 

بقولك مالكش دعوه بيها واخرجوا كلكم من هنا ماحدش لي دعوة بيا ومش عاوز اشوف وش حد فيكم تانى اطلعوا بره 

ومن الآخر كده انا هتجوزها افتكر ده هيريحك ويطهر البيت

ولا ليك رأي تانى ياعماد 

صفاء نظرت له باستغراب وتعجب دون أن تنطق 

عماد بتهتها :تتجوزها انت اتجننت تتجوز واحده جايبها من الشارع وتلقيك جايبها دليفري مش بقولك انت عقلك خرف 

حازم بزعيق :بقولك اخرس دى اشرف منك غور بقى من هنا واقترب من عماد ودفعه من ظهره بقولك غور غور 

عماد:ماشي هغور ياسي حازم بس انا مش هسكت وزى ما زيحت احمد هزيح غيره وغيره انا مابسبسش حقى ابدا 

وسابهم ومشي 

صفاء:ايه اللى قولته ده ياحازم جواز ايه بس 

انا فاهمه انه مجرد كلام عشان تخرج من الموقف بس بردو ماينفعش تقول كده انا لازم امشي وكفايه لحد كده انا كنت عارفه من الاول ان الوضع ده غلط بس انا جيت على نفسي عشان صعبت عليا بس معلش بقى يا حازم مش هقدر اكمل اخوك ده مش سهل ومش هيسكت وان فى الاول وفى الاخر بنت وسمعتى اهم شيء  

لسه حازم هيرد عليها 

دخلت والدتها عليهم وهيا مفزوعه من منظر الباب المكسور 

وبتقول فى ايه حصل ايه وايه اللى كسر الباب بالشكل ده 

لسه صفاء هتحكى اللى حصل 

حازم سبقها وقال مافيش حاجه انا كنت طلبت من صفاء تاخدنى وننزل نتمشى شويه عشان كنت متضايق شويه وعلحظ نسيت المفتاح جوه الشقه فجبت حد كسر الباب عشان نعرف ندخل

صفاء نظرت لحازم وكأنها بتقول له ايه اللى بتقوله ده

حازم نظر ليها نظره ضعف وكأنه يتوسل لها 

صفاء عادت ونظرت لوالدتها وقالت ها يا ماما جبتي الحاجه اللى كتبتهالك 

والدتها:ايوه بس سبتهم عند الباب من خضتى من شكل الباب اللى انكسر وهو فى حد يفتح الباب بالشكل ده 

حازم:اللى حصل بقى المهم انه اتفتح وهبقى اتصل على النجار يصلحه ولا يغيره

صفاء :يالا ياماما على المطبخ يالا ونظرت لحازم تحب اعملك حاجه بارده تشربها 

حازم؛ياريت تعملى لينا ليمون يروق دمنا وياريت تفكري فى الكلام اللى قولته للراجل اللى كسر الباب 

والدت صفاء :كلام ايه يا بنتى اللى قاله للى كسر الباب وعاوزك تفكري فيه 

صفاء:لا ابدا يا ماما ما تشغليش بالك اهو مجرد كلام عاوزه يجيب عتبه لباب وكده يعنى 

واتجهوا على المطبخ وتركوا حازم 

جلس حازم يفكر ويقول لنفسه انت ازاى تحرجها كده انت ناسي انك انسان عاجز وهى ايه اللى هيجبرها على ربط نفسها بواحد عاجز زيي 

انا بينى اتسرعت بس كنت هقول ايه يعنى اهو اللى حصل 

ورجع اتذكر تهديد عماد ليه وقال معقوله ممكن يأذي صفاء او امها وبعدين بقى فيه ده اعمل معاه ايه بس ده 

انا خايف عليهم احسن حاجه ليهم انى أبعدهم عنى هما ذنبهم ايه 

وهرجع اعيش لوحدى تانى طب ازاى 

اعمل ايه ياربي 

قرب الكرسي من سريره ونقل نفسه على السرير وظل يفكر حتى نام 

وبعد أن انتهت صفاء من اعداد الغداء ايقظته وجلسوا واتغدوا 

وبعدها ذهب حازم بكرسيه اللى البلكونه وطلب من صفاء ان تعد له كوب شاي وتحضره فى البلكونه وعندما احضرت صفاء كوب الشاي 

قال لها حازم انا محتار اوى ياصفاء 

فقالت له انت خايف لعماد يأذينا صح 

حازم:ايوه فعلا هو ده اللى محيرني انا مش قادر استغنا عن وجودكم معايا بس انتوا مش ذنبكم حاجه وانا خايف عليكم منه دا انسان مايعرفش ربنا وانت عارفه اللى عمله فى احمد 

صفاء:كان المفروض بلغت عنه عشان ياخد جزاء عملته دى 

حازم:بس مهما كان ده اخويا وانا ماقدرتش وبعدين ماعنديش دليل دى مجرد حادث سياره ومش هينوبني غير زيادة العداوه بينا 

صفاء:على العموم سبها على الله كل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا 

حازم:انا بعتذر عن الاحراج اللى سببتهولك

صفاء:احراج ايه 

حازم:انى نسيت انى انسان عاجز واتجرأت وطلبتك للزواج 

صفاء:لا ابدا ما تقولش على نفسك كده 

حازم:يعنى انتى ممكن توافقى على الارتباط بواحد عاجز زيي

صفاء:المشكله ياحازم مش فيك 

حازم:امال المشكله فى ايه مش فاهم

صفاء:المشكله فيا يا حازم 

حازم:فيكى ازاى فهمينى 

صفاء :هقولك يا حازم بس الكلام ده يفضل سر بينى وبينك مهما كان رايك في اللى هحكيه ليك وياريت نظرتك ما تتغيرش ليا

حازم:قلقتينى ياصفاء ما تتكلمى فى ايه بظبط

صفاء:انا انا ...

حازم:انتى ايه قولى بتحبي حد غيري

صفاء:حاجه زى كده 

حازم:ومين ده وهو فين دلوقتى وما اتجوزتوش ليه 

صفاء:ما حصلش نصيب لحد دلوقتى وسافر وسابني منتظراه على أمل يرجع ونتجوز بس الظاهر انه مش راجع اخباره انقطعت من فتره ومش عارفه عنه حاجه 

حازم:طب وانتى قررتى ايه انا يهمنى شعورك تجاه دلوقتى ناويه تنتظريه ولا خلاص أمره انتهى بالنسبالك 

صفاء:ما هو اصل ماينفعش أمره ينتهى بالنسبه لى لانى انا انا ...

حازم:ايه تانى فهمينى ياصفاء 

صفاء:انا مش عذراء يا حازم 

حازم:ايه مش عذراء ازاى 

صفاء:ايوه مش عذراء انا ضعفت من حبي ليه وسلمت له نفسي على أمل اننا هنتجوز بس شكله عمل عملته وهرب 

حازم:لف الكرسي وادار وجهه الناحيه التانيه 

وبتقوليها كده وبكل بساطه 

صفاء:لا مش بقولها ببساطه ولا حاجه انا فكرت كتير اتخلص من حياتى دى وارتاح بس ما قدرتش ولقتينى فى امر واقع كنت هعمل ايه وحاولت اتعايش مع الامر واتناسا وكنت تقريبا كنت نسيت لحد ما انت جيت وفكرتنى تانى وكان لازم اقولك 

مادام فكرت فى انك ترتبط بيا وما كنش ينفع انى اخدعك 

ها مين فينا بقى اللى المفروض يخجل من التانى انت ولا انا 

انا عارفه ان رايك اتغير فيا وانك سحبت طلبك طبعا 

سكت حازم قليلا ولم يلتفت ولم يرد عليها 

فقالت كنت عارفه بس ياريت اللى قولته ليك يفضل سر ما بينا ومش عاوزه اكتر من كده وانا عذراك ولو عاوزني امشي همشي مافيش اى مشكله 

وتركته وعادت لغرفتها 

وظل هو فى مكانه شارد وكأنها احضرت مطرقه وضربته على راسه شل تفكيره ونزلت دموعه من عينه 

واتجه إلى سريره يفكر ومحتار 

فى الصباح لم يخرج حازم من غرفته

وقامت صفاء بتجهيز الفطار واتجهت لغرفته وطلقت عليه الباب وقالت له الفطار جاهز لو حابب تفطر معانا 

وتركته وذهبت 

خارج خلفها واتجها للسفره وهم جالسين بجواره ولكن لم يتحدث ولم ينظر إليها 

فقالت والدت صفاء ايه يا ابنى مالك فى حاجه زعلاك ولا ايه شكلك متغير مالك

حاز رفع وجهه ونظر إليها وقال ها...لا ابدا مافيش هيكون فى ايه 

انا بس حلمت بكبوس وحش اوى ومش قادر انساه 

والدت صفاء:طب احمد ربنا انه مجرد كبوس ومش حقيقه افطر يا حبيبي افطر واستعيذ بالله من الشيطان الرجيم

بدأ حازم فى تناول الإفطار 

فقالت له صفاء تحب اصب لك شاي فرد عليها ها...

اه ياريت 

وبعد أن انتهوا من الفطار قالت والدتها انا نازله مشوار وراجعه انتى رايحه فى اى مكان يا صفاء 

صفاء:لا مش رايحه بس مادام انتى نازله هاتى معاكى الطلبات دى 

ونزلت والدت صفاء 

فاتجهت صفاء لحازم 

صفاء:مالك ياحازم انت اتضيقت منى ولا ايه انت ما حسسني انى خنتك احنا ما كنش فى بينا حاجه ولا نعرف بعض اصلا ومازال مافيش بينا حاجه انت مش من حقك تعاتبني على ماضي ولو مش قادر تنظر لى احنا نمشي عادى ما تجيش على نفسك

ولسه حازم هيتكلم

حازم:انا ....

سمع صوت الباب بيفتح ودوشه وناس سانده والدت صفاء ودخلين بيها وشكلها متبهدله وجسمها معظمه جروح ودم 

جريت صفاء على امها وهى بتقول هو فى ايه مالك ياماما

ايه اللى حصل 

رد أحدهم الحمدلله جت سليمه واحد حمار صدمها بسياره بس الحمدلله هى كويسه ومفهاش حاجه مجرد كدمات 

صفاء ومسكتوه 

رد نمسك مين دا طار بسيارته 

صفاء طب انا لازم أودى ماما اى مستشفى اتطمن عليها 

رد ماتقلقيش انا دكتوره وهى كويسه بس لو حابه تاخديه تعملى ليها فحص تطمنى براحتك بس زى ماقولتلك هى كويسه وان شاء الله خير 

وقعدوها فى الانتريه 

صفاء:انتى كويسه يا ماما حاسه بألم فى اى مكان

والدتها:انا كويسه ياصفاء ما تقلقيش عليا الحمدلله انها جت على كده دا بنى ادم غبي وكأنه قاصد يصدمنى 

حازم لم يتحدث ومكتفي بالنظر والصمت وكأنه شعر بأن اخوه هو وراء هذا الأمر وانه مجرد تهديد لتخويفهم ليتركوه

نظرت صفاء لحازم واستغربت من صمته التام 

فأحست بما يدور فى ذهنه فقالت تفتكر اخوك اللى عمل كده

حازم وضع وجه فى الأرض وقال اكيد 

انتوا احسن حاجه تعملوها تهربوا بحياتكم وسبونى لقدرى انا خلاص هكتب كل حاجه بأسمهم ومش عاوز حاجه منهم انا زهقت زهقت

صفاء :ايه الاستسلام والضعف ده كا كنت اعرف انك ضعيف كده على فكره العجز مش فى رجليك العجز فى ضعفك وجبنك انت لازم تقاوم بلغ عن اخوك وخليه ياخد جزائه 

حازم:وايه الدليل على احساسي دا مجرد استنتاج ومعنديش اى دليل ومش عاوز اخسر حد تانى ويتأذى بسببي 

صفاء:انت حر فى نفسك اعمل اللى تعمله انا جيت هنا عشان أقف جنبك بس مادام قررت تستسلم يبقى وجدنا هنا مالوش لازمه انا هدخل ألم حاجتى وامشي انا وامى 

وسابته واخدت والدتها ودخلت غرفتها تلم حاجتها

ولكن لم تخرج من غرفتها 

ودخل حازم غرفته أيضا ووجد اخته بترن عليه فرد عليها وقال انا خلاص هكتب كل حاجه ليهم بلغى عماد بكده

اخته:لا يا حازم ما تعملش كده هيرموك فى الشارع ياحازم صدقنى اسمع كلامى بلاش

حازم:يعملوا اللى يعملوه انا زهقت وقفل الخط 

بعد ساعه سمع حازم جرس الباب فأتجه للباب 

وخرجت خلفه صفاء وبيدها شنطة أغراضها 

فتح حازم الباب فوجد احمد واقف أمامه وهو يتعكز على عكاز 

احمد:يعنى اعمل ايه معاك بس انا الدكتور كان منبه عليا ما اتحركش كتير بس اختك كلمتنى وقالت لي على قرارك ولما كلمت صفاء قالت لي انك قررت كده فعلا و انها هتمشي عشان انت استسلمت وقررت تتنازل عن كل حاجه انت عاوز والدك يكون حزين فى تربته الكلام ده مش هيحصل 

حازم:مافيش فايده 

احمد:انا مش قادر أقف هنتكلم واحنا واقفين كده

حازم اتجه للخلف اه اتفضل انا اسف اعذرني دا من فرحتى انى شوفتك بخير 

دخل احمد 

وجد صفاء واقفه وشنطتها بجانبها 

احمد رايحه فين يا صفاء 

صفاء:ماشيين الظاهر اننا غلطنا لما قررنا نقف جنب حد ماشقادر يقف جنب نفسه 

احمد:دخلى شنطتك جوه مافيش كلام من ده هيحصل 

لسه صفاء هتتكلم 

حازم :تتجوزينى ياصفاء 

صفاء عادت ونظرت له انت متأكد من طلبك ده 

حازم :ايوه متأكد 

صفاء:وانا موافقه بس بشرط 

حازم:شرط شرط ايه ده 

تكتب كل حاجه بأسمي عشان اتطمن انك مش هتتنازل عن حاجه ليهم مهما يضغطوا عليك

احمد:ايه اللى انتى بتقوليه ده لا طبعا ازاى يعنى يكتب كل حاجه باسمك 

صفاء:عشان اطمن انه مايضعفش وانا هاخده واسافر عشان يعمل عمليه ويواظب على العلاج الطبيعى لحد ما يبقى كويس انا اخدت ورقه كله وعرضته على طبيب وقال لى ان فى عمليه بتتعمل فى المانيا بتعالج حالته دى بس انا مش هتنازل عن حياتى كلها الا لما اكون متطنه عليه وعلى مستقبلنا 

حازم بدون اى تردد وقبل ان يرد احمد وقال وانا موافق .تابع

الجزء الرابع