قصة ( الضحيه)

 


كنت واقف انتظر حبيبتى فهذا كان اول لقاء بيننا بعد اعترافى لها بحبى فكنت انتظرها بلهفه واشتياق ولكن اثناء انتظارى رن تليفونى فنظرت به وجدت اسمها فرديت عليها بلهفه اعتقادا منى انها تسالنى عن مكان انتظارى لها فقالت لى انا اسفه مش هقدر اجى اصل حصلى ظروف ومش جايه سلام واغلقت فتضايقت كثيرا واثناء ذلك كانت شابه صغيره سنها حوالى ستة عشر سنه تقول لى تشترى وردة لحبيبتك فلم ارد عليها فحاولت مره اخرى فلم ارد فعادت مره اخرى وقربت الورده من انفى فنهرتها وصرخت فى وجهها هى نقصاكى انت كمان غورى من وشى و بعفوانيه ودون قصد دفعتها بيدى فسقطت على الارض فظلت راكضه تبكى وتقول منك لله فانتبهت اليها مسرعا ومحاولا ان اساعدها على النهوض وانا اقول لها انا اسف انا مقصدش بجد اسف فقالت لى انا اللى اسفه انت شكلك متضايق وانا ضغطت عليك بس والله لولا ان الجوع يمزق معدتى ما فعلت ذلك معك فهو من قال لى لازم تعملى كده عشان يشتروا منك فاستغربت من طريقة كلامها فهذا ليس اسلوب متشرده او متسوله ونسيت سبب وجودى فى هذا المكان وشدنى الفضول لمعرفة حكاية هذه الشابه الصغيره وخاصتا عندما تاملت فى وجها البرئ وعينها الساحره فوجدتنى اقول لها ممكن تقبلى عزومتى على الغداء فابتسمت وقالت انت بتتريق عليا وبتستهزق بيا الله يسامحك فقولت لا ابدا والله بصى انا كنت ناوى اعزم حبيبتى على الغده بس حصلها ظروف واعتذرت فقالت لى بس انا ملابسى زى ما انت شايف وانا مش عاوزه احرجك انا اخدت على كده انما انت هتتكسف تدخل معايا اى مكان فشدنى اكثر طريقة حديثها فقولت لها طب ايه رايك انا كمان هشتريلك لبس وتغيرى فى غرفة البروفه عشان متتكسفيش فقالت لى انت بتتكلم بجد فقولت لها ايوه بجد فقامت معى وهى لم تصدقنى حتى وصلنا الى محل ملابس وقولت لها ادخلى اختارى اللى يعجبك وارتديه عقبال ما حاسب الكاشير فدخلت مسرعه بين المليكان ولم ارى فرحه فى عين احد مثل هذه الفرحه ولم اقدر ان اوصف لكم مدى ارتياح قلبى وفرحته بفرحتها واختارت فستان كان عليها جميل جدا وكانها شابه اخرى وقالت لى ايه رايك قولت لها جميل قوى عليكى فبكت وقالت فكرتنى بوالدى واخر مره اشترالى فيها فستان فقولت لها اه صحيح ايه حكايتك وراح فين والدك وهو مش معاكى ليه فقالت لى انا مشهقدر اتكلم الا لما اكل انا هموت من الجوع ولا انت رجعت فى كلامك ولا الفلوس خلصت فى الفستان لو كده نرجعوا فقولت لها انتى بتتكلمى كتير ليه كده فقالت انا مصدقت لقيت حد اتكلم معاه ويسمعنى 

فقولت طب يالا نروح ناكل فقالت يالا وذهبنا واخترت مكان مناسب وطلبنا الاكل بعد ما سالتها على اللى عاوزه تاكله وقولت لها عقبال مايجهزوا الاكل احكيلى بقى ايه حكايتك وفين والدك فقالت لى بص انا كنت صغيره وكنت متعلقه بأمى قوى بس فى يوم من الايام لقيتها اختفت واسال والدى عنها وابكى يقولى هى مسافره وهترجع وفضلت كل يوم اعيط ووالدى كان بيحاول يعوض غيابها عنى اتريها توفت فى حادثه هى واخويا اللى مات فى بطنها ودها اللى عرفته بهد كده وكان والدى بيحاول بكل ما يمكن ان يعوضنى حنان امى فكان يشترى لى كل ما اريد من لعب وملابس فلم اشاور على شئ الا اشتراه لى فلم احرم من شئ فى وجوده حتى اخر مره اخذنى ليشترى لى ما اريد وكنت بدات اكبر وادخل اختار مااريد من لبس وهو ينتظرنى حتى اخرج من غرفة البروفه وااخذ رايه حتى يختار ويقول لى جميل قوى عليكى وعدنا معا الى بيتنا فكان مثل الفيلا الصغيرة وبها غرف خلفيه وعندما وصلنا كانت الشرطه بالفيلا تفتشها وتفاجئ والدى بهم وهم يحاصرونه ويقولوا له انت مطلوب القبض عليك احد الذين يعملون معك اتمسك بمخدرات واعترف انها تخصك وبعد تفتشنا للفيلا وجدنا المخدرات دى فى الغرف الخلفيه للفيلا واخذوه من بين يدى وتركونى مع الخادم وانا ابكى واصرخ ابى ابى فاخذنى الخادم فى حضنه وقال لى متخفيش ان شاء الله هيرجع علطول وهو عارف انه مش راجع تانى وبقينا انا والخادم فى الفيلا ولم يعد والدى حتى لم يمر كثير وحجزوا على الفيلا وكل مايملك والدى وفى لحظه ضاع منى والدى وكل شئ فاخذنى الخادم الى عمى الفقير الذى كان يعطف عليه والدى من وقت لاخر وعشت معهم هو وزوجته واولاده الكثيرون ولكن وجودى كان لايريحهم فكانوا يجعلونى عندهم كخادمه وكانوا من وقت لاخر يذكروا والدى انه عرهم وفضحهم ونسيوا فضلهم عليه لحد ما اتى يوم زوجت عمى سبتنى بابى وظلت تضرب في وتقول لى مش كفايه معيشينك معانا دا انتوا عرتونا هتوقفوا حال بناتنا فرديت عليها وسبتها كما سبت ابى فغضب عمى منى وضربنى فقالت زوجة عمى يا انا ياهى فقال لها عمى يعنى هترضها يعنى فتركتهم وخرجت من باب البيت ولا اعلم الى اين سوف اذهب وظللت اسير ولا اعلم الى اين وابكى والناس تنظر الى فحاولت ان استجمع قواى لافكر ماذا افعل ففكرت لاذهب الى الفيلا لعل اجد احد اعرفه ولو حتى الخادم وذهبت الى هناك فلم اجد احد والفيلا مغلقه ولا احد بها وعلى بابها يافضه مكتوب عليها ممتلكات الدوله فجلست بجانبها من الخلف فلم احس بالامان الا وانا بجانبها وانظر بداخلها واتذكر ابى وامى وهم حولى وانا العب فلم ادرى يوم ان يضيع كل شئ ولم يعلم ابى انى انا الذى سوف ادفع ثمن ما فعله وما كسبه من الحرام وضرر ولاد الناس فاكيد ان كان يدرى ذلك ما كان فكر فى تجارته فى المخدرات اعتقادا منه انه بذلك يؤمن مستقبلى فلا يعلم ان وجوده معى وهو فقير هو مستقبلى وظللت بجانب الفيلا حتى غلبنى الجوع فجعلنى اقوم رغم تعبى لاحبث عن ما ااكله حتى دخلت مطعم وقولت لصاحبه انا جعانه ووعوزه اكل بس معيش فلوس فكان الرجل رحيم بى فاحضر لى الطعام وقال لى كلى حتى تشبعى فاكلت وشكرته وتركته وعودت الى الفيلا فاردت ان انام ولكنى اخفت ان انام فى الشارع فحاولت التسلق من السور الخلفى بالفيلا حتى استطعت 

ودخلت بالجنينه الخلفيه ونمت وايقظتنى اشعة الشمس الملتهبه ونهضت وانا افكر فى ماذا سوف افعل وانا افكر وجدت الورد الذى بالجنينه ففكرت فى قضفه وبيعه كما كنت ارى الاخرين يفعلون وفعلا قضفت مجموعه من الورود وظللت ابحث عن مكان مناسب لبيعه حتى وجدت المكان الذى قبلتك فيه فكان مناسب لذلك لانه ملتقى العشاق وكنت استحمل الكثير مما كنت غير معتاده عليه زى يالا يامتسوله امشى يابت رائحتك كريها ومضايقات اخرى كثيره وكنت اتحمل فليس لدي بديل وظللت ابيع فى الورد واشترى طعامى اليومى لاجلس بالجنينه اخر اليوم وبعد العناء والتعب وما اراه من عذاب طوال اليوم ولكن لم يدم حتى هذا الامر كثيرا فبدا الورد يقل بالجنينه فبدات ابيع ما تبقى واوفر من وجباتى لاقوم بشراء ورد اخر من محل الزهور بقيمه اقل وخاصة بعد ان علم صاحب المحل حكايتى وهو من قال لى انى لازم اللح على الزبون حتى يشترى وظللت على ذلك كثيرا حتى حدث ما حدث بينى وبينك وها انا معك الان ولا ادرى ماذا سوف تنتهى عليه قصتى ودخل علينا الجرسون ووضع امامنا الطعام وقد كنا قد نسينا امر الطعام فانا اندمجت فى قصتها واحوال الدنيا التى لاتدوم وهى استعادة ذكرياتها وهى تحكى ولكن عندما رات الاكل تذكرت الجوع وانهالت على الطعام وظللت اشاهدها وهى تاكل وافكر فى هذه الدنيا العجيبه والمصير المجهول الذى سوف توجهه هذه الضحيه ضحية ابيها الذى اعتقد ان المال الحرام سوف يضمن مستقلبه ومستقبل ابنته فاين هو الان واين ابنته وما هى به الان وضحية العم الذى لا يهمه الا نفسه وراحت باله وزوجته ورمى لحمه. وشرد زهنى ولم افق الا وهى تقول لى انت ما بتكلش ليه دا انا خلصت اكلى وانت ما دوقتش الاكل فقولت لها انا مش جعان بصى انا هلف ليكى الاكل ده وخديه معاكى وانتى ماشيه فقالت لى امشى ما تخلينى معاك شويه انا حسه معاك بالامان فقلت لها معلشى انا اصل عندى مشوار مهم ولازم امشى على العموم خلى معاكى رقم تليفونى ولو عوزتى اى حاجه فى اى وقت كلمينى وتركتها ومشيت وهى تنظر الى وكانها تقول لى ماتسبنيش ارجوك وكانها كانت تتعشم فى اكثر من ذلك بس بينى وبنكم انا مجاش فى بالى اى حاجه من تجاها معقوله احب او اتحب من متشرده فى الشوارع ما انا بردوا معرفش حاجه عنها غير اللى سمعته منها وهى صحيح ضحيه بس بردوا صعب اوى الموضوع ده وظللت انظر عليها خلفى و اراها لا تتحرك من مكانها وتنظر الى وكانها تعلقت بحلم بناه عقلها وظللت انظر اليها حتى ابتعدت كثيرا واصبحت لا اراها ومرت الايام. وبينى وبنكم انتظر اتصالها فكانها وحشتنى فلم تغب نظرت عيناها لى ولكنها لم تتصل وعدت والتقينا انا وحبيبتى ومرت الايام وكدت ان انسى الامر حتى فى يوم وانا مع حبيبتى اتصل على رقم غريب فرديت عليه فوجدتها هى وقالت لى انت فاكرنى فقولت له ايوه فكرك فقالت انا مش عارفه هنام فين النهارده فسمعت حبيبتى الكلام فقالت مين ديه اللى بتكلمها فقولت لها حاضر هفهمك بس هرد على التليفون فذهبت غاضبه وتركتنى فنديت عليها فلم ترد وذهبت فسمعتنى الشابه فقالت لى انا اسفه انا باين اتصلت فى وقت غير مناسب فقولت لها مافيش حاجه المهم فى اية وايه اللى حصلك فقالت الجنينه الخلفيه اللى كنت ببات فيها فقولت مالها قالت لى معرفش صحيت يوم لقيت فردين امن على باب الفيلا الامامى معرفش ليه ومين دول المهم انى مش هعرف ارجع ليها تانى فقولت لها خلاص انا هتصرف واتصلت على سمسار وسالته على غرفه صغيره فى اى مكان وفى اسرع وقت فقال لى الغرفه موجوده وكان ايجارها مناسب جدا فبعد وقت ليس بكثير عادت واتصلت فقولت لها قابلينى عند المطعم اللى اكلنا فيه .تابع الجزء الثانى 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خادمة زوجي

حب فى قلب الحزن

الجزء الرابع من رواية خادمة زوجي